أوتار الخوف
دوت الصفعة على وجهى واطاحت بجسدى الضئيل إلى الأرض, فأرتجفت كأوراق الخريف المصُفرة الهائمة فى طرقاتً رمادية شاحبة , وقبل أن يعاود الوحش الأدمى الهجوم, أوقفته اشارة صارمة من مدير الأمن العام , بينما قبعت داليا زميلتى فى مقعدها الوثير تستجلب دموع الضعف المزيفة وهى تهز أقراطها كأفعى جرسً غاضبة وتشير إلى بأناملها المًبرقشة :-
-هذه الحمقاء "نرمين" ,هى التى جلبت لنا هذا الكابوس -كانت تعنى بهذا المجموعة السياحية متعددة الجنسيات من "عبدة النجوم" التى ستؤدى الليلة طقوساً دموية للأنتحار الجماعى فى الفندق الذى نعمل به سوياً-
أجبت بحدة واهية مرتعشة لم أعلم –ابدا لم أعلم.. مثلهم مثل ألوف الأجانب الذين يقيمون فى الفندق... ثم أردف بلهجة خافتة واهنة وقد تعلقت عينى بمدير الأمن, كأنه حافة القدر:-
سيدى:- -أنا منفذة برامج سياحية بائسة , وليس لى أى توجه دينى أو فكرى وخفضت صوتى أكثر وأنا أقول أو سياسى .. , بيد أن الرجل المثقل تحت النياشين النحاسية المزهوة والغائص فى كرسى يبتلع حجمه الصغير ...لم يعجبه الرد فأشار للضخم مرة أخرى ليشدنى من شعرى بقسوة, فغصت فى اعماق الذل وانكسرت رماح الامل وقلت فى تضرع مهين مرة تلو المرة:-
سيدى دعنى أحاول إقناع هؤلاء الحمقى .. قتلي لن يحل الكارثة ---أرجوك دعنى احاول ..
فاومأ فى تفهم غبى شاخصاً إلي ببصره الحاد:-
- أنت تعلمين مصيرك أذا فشلت, وقد نقر باصبع وحيد على المائدة لأنصرف .
خرجت من مكتبه بخد متورم وانف سائل وكرامة خلفتها على الارض حيث كنت اقبع كقطعة بالية,.. أبحث عن هذا الاحمق "ديفى بيرزتبرح"... الذى بدأ هذه المهزلة بمجموعته المخبولة من عبدة النجوم ...فكرت للحظة كئيبة واهية فى الهرب , لكن خيل لى أن كل الأبواب غُلقت فى وجهى ...ولم المح سوى داليا تمر عبرها فى كبرياء وثقة بشعرها الأحمر النارى وثوبها الشتوى الثمين.. ووتداعى لى مشهدها ..تهرع لحضن امها الدافئ.. ثم تقف بفمها الاحمر الكبير ترتشف كوبً من الحليب بالشيكولاته فى بيتً دافئ.. بينما تقبع أمى العجوز الطيبة برائحتها البيتية الاثيرة وحيدة فى شرفتها الباردة المتمايلة , كنخلة عجوز, أضناها الحنين للتراب , تنتظر عودة ابنتها الضئيلة الحجم الغائبة الخائبة التى تبحث عن هذه الماكر الذى تسبب بهذا العبث كله.
وقد وجدته فى ردهة الفندق يعابث مفاتيح البيانو فى دعة.. ويغنى فى همس مغمضاً عينيه كأن العلم كله فى سلام .. فاغلقت الغطاء على يده بشئ من العنف ...فصرخ محتدا واقفاً كديك شرس وهو يهتف :-
-يالا التوحش ..ثم ينفخ بأنفاسه ,أصابعه المتورمة.. وما لبثت عيناه أن تلونت ببريق ماكر يواجه غضبى الباكى وهو يعى ثورتى وعنفى :-
-عزيزتى "نرمن".. لاتيأسى .. كان ينطقها هكذا ملتوية خالية من الياء
- فهتفت به:-
-ديفى.. أيها الأحمق.. تباً وسحقًا لك ايها المتعفن ..لماذا لم تخبرنى أن مجموعتك هذه تنوى الأنتحار هنا لماذا اخترتم بلادنا لهذا العبث ..لماذا أخترتنى أنا !!!!!!!! وتهاويت باكية على اقرب مقعد أتخذ من الدمع ستاراً من مجابهة الواقع ..وأضع يدى على فمى وأنا اتلوى من الغيظ والذهول الذى يعتصرنى فى تؤدة وخفوت.
صفق "ديفى" يده فى حبور هل أنتهيت
فطفقت أهذى بمرارة المنتحب لقد أنتهيت أنتهيت
أهدئ "نرمن" . قالها بأستفزاز
وأكمل :-لكل انسان مساحة بداخله ..تتعرض للانحدار نُسميها ارض الخراب.. هؤلاء الشغوفين بولع النجوم سيتطهرون الليلة من هذا الدنس أذا لم تظهر نجمة الشعرى و..
أصرخ بيأس ..كفى "ديفى" ..كفى... اُوقف هذا العبث.
فيقوم متعاطفا برادائه الملون بقوس قزح ورائحتة الغريبة ...موعدنا الثانية عشر "نرمن"... ثم يهمس كصوت فحيح ...من يعرف ..كيف هى النهاية .. وينحنى ويغادرنى وهو يطوح بحرملته الصفراء كأمير الصعاليك و من خلف ظهره يقول:-
..رجاء سندريلا لاتنسى حذائك البالى ومن بعيد يغمز بسخرية , بينما تتسع إبتسامة مقيته على طرفه فمه الرفيع.
..وحينما يتوارى فى الظلال..أنظر فى ضعف لساعة الفندق أنها العاشرة مساءاً ..بقى بعض الوقت قبل نهايتهم ونهايتى فاقبع مكانى هادئة مكدودة.. تنقُر عينى قنوات التلفاز المعلق فى بهو الفندق ...ثمة قناة تذيع انفجارً ما فى بغداد , ثم تتغير القناة لنساء تقفن عند الجدار وتتنقل القناة هرباً من صراخهن تحت جبروت المجنزرات ...ثم تتحول على طفل يستجدى الطعام من الأشلاء , واخيرا تهدأ وتستقر على أمرأة أربيعينه , تلتوى وتنثنى بحركات صبيانية هوجاء.. وتغنى بكل تيه بارد .. "أنا هيفا أنا".. كخلفية لحفل زفاف ورتل من الفتيات خلف العروس .. لم يهزم برد فبراير العتى اجسادهن العارية, وهن يرقصن فى أبتهاج ضاعت فى فورته ملابس الصباح الملتزمة وأوراد الصلاة .. وتضيع معهن ساعات الآنتظار اللاهية اللامتناهية
.وفى تمام الساعة الثانية عشر.. يدخل "ديفى" بملابسه الحمراء الذهبية وقد لون وجههكفرعون عتيق ...يتبعه تسعون من القطيع من جنسيات عدة... بأرديتهم السوداءوشعورهم المسدلة نساءً ورجال.ثم يقف بطريقته المسرحية ويهتف فيهم من فوق المنصة وهو يفرد ذارعيه كنسر أجرب:-
-اليوم جئنا لنقهر أرض الخراب بداخلنا " هلولويا"
فترتفع الهمهمه المُرعبة.. سائلة بلعاب أسنوراءه " هلولويا" ويكمل:-
فى ارض الخراب يرتوى الزهر الباسق بالدماء فتتحول العصارة الغضة فىالخلايا لافواه متوحشة ...ويلتهم اول نحلة خائبة تحط عليه طمعاً فىالرحيق....ويهز راسه فى عنف المحموم ..
-
أبداً لن نصبح نحلة خائبة
"هلوليا"
فيردودن كلامه ..وقد اشتد أوار النشوة والحماس ..وهدر صخب الأقدام .. وتلاحمت الأجساد وتفصد كلجبين بعرق بارد وزاغت الأبصار وأرتعشت الأبدان.. فأُكمل فى سريرة نفسى وقدتجلت نعوشهم أمامى سوداء مغبره مبعثرهحمقى ...أغبياء...لا يعرفون فى خضم الرقص المستعر ..أن الناس فى الأرضالبراح تقتات الخوف وترتشف كل مساء قطراتً من الذل.. وتلتحف الخواء ظناً أنالدفء متعة العلوين وأن الثريد فقط للأغنياء.
وأنظر نظرة مشفقه علي مصيرى التعس... وقد لاك وهم ارض خرابهم الأجساد.. وحللالعظام ..وتقرقعت الغوغاء فى أبتهاج.. بينما ضاعت اصوات البراءة وأختنقت تحتأحذية الجبروت ... ويضيع عمر الهامشيون مثلى على مائدة الهباء ..ينماهؤلاء المُغيبين فى لهفة لظهور نجمة الشعرى ,كى تحى أملهم الغائر فى أرض "طيبة المباركة" لتدلهم على الطريق المنير نحو بؤرة اللاوعى المستقرة فىغُيمً لا يُنذر بمطر..فأذا غابت وطال خفوتها..... خاب املهم ..وتمزقت حناجرهم من وغى البكاء... فمزقوا وجوهم من اليأس ... وأرتفعت ايدهم لأفواههم بالسُم وعَزفت أعصابيالمهترئة لحن الوادع.
..وقد وقف أفراد الامن ورئيسهم ..مدججين بالسلاح ,فى حيرة واجمة, مثيرةللسخرية, وايديهم متحفزة على زر الاطلاق, لمنع هؤلاء الحمقى من الانتحاربالسم, بقتلهم عوضاً بالرصاص.
..وفى لحظة محسومة قفز ديفى .. وألقى بالسم بعيدا وهو يهتف متجولاً بين الجمهور الفانى:-
اغبياء نحن اغبياء... فالقوا بالسم كمسلكه.
وتعالى الهدير ...اغبياء... أغبياء وهم يقفزون كالقطيع الهائج على نهجه, يناطحون رؤسهم ويرفعون قبضات الغضب لصرع الهواء وصوت ديفى مرتلاً باكياً:-
لقد اعمتنا أرض الخراب عن الحقيقة .. نجمة الشعرى تسخر منا وتنتظرنا فى مكان أخر انها تبغى أرضً أخرى ...
ميعادنا يا سادة بعد غد فى أرضًتعبد البقر وتعشق الرقص ..فهاج القطيع مرة اخرى...
وديفى الماكر يصيحويقفزكالحنجلموعدنا فى دلهى ...هلولوياوماهى الا عشر دقائق ,انفض الجمع وذهب كل فى طريقه لغرف النومهكذا بكل بساطة
صفقت له بضعف ..مسرحية ممتازة ديفى...حقاً ارعبتنىفيقول وأبتسامةساخرة تغطى فمه الرفيع:-بل أرعبت الجميع عزيزتى "نرمن"... فى أرض الخراب تتلوى المخاوف من فقدانالمال او السلطة او طغيان السلطان الاكبر.. انا فقط احرك اوتار مخاوفكم.
أوتار مخاوفنا..أُردد كلامه وأسأله فى همس :- ديفى- من أين أتيت بهذا الوهم عن الأرض الخراب
-هناك أسطورة ما عن ملك أصيب بجرح فتوقف عن الآنجاب وجفت الينابيع فى مملكته وتحولت الآشجار لحجر ..أغمم فى غباء ما هذا الهراء لا أفهم شيئاً
يضحك فى كبرياء مثله مثل الشخصيات المعطوبة فى عالمنا ، التى تشعر بعجزنفسي وروحى، وتسكن عالماً خاوياً يفتك بها، ويعتريها خواء عاطفي رهيب..مثل هؤلاء المولعين بالنجوم يبحثون عن سر الاسرار لحياة أخرى بلا ألم.... هل فهمت شئ!!!اًأومأ فى تفهم نعم
أنت لعين ..ساحر لعين
انحنىضاحكا ً فى سخرية وغادرنى فى خفوتيهز حرملته الذهبية وانا اغمم لعين ..ساحر لعينبعد رحيله الدرامى ...جلست على الأرض ...طفلة منهارة وسط وسخ المفارش والاوراق الملونة ..ولم أرفع رأسى إلا وأنا أنظر لاحذية غليظة للسيد مدير الهمورفاقه وهو يصرخ بصوته الرنينى.
- حسناً- لقد انتهت الكارثة.. لكن لنا معك شاناً اخر.. قالها وهو يشير للغيظ بجانبه الذى تشدق فمه بشئ ما.
-همست سيدى لم تنتهى الكارثة لكن...
-لكن ماذا؟ .. سقط قناع الجبروت وحل قناع الفزع والجبنلدى ما اُخبرك به وحدك سيدى ..وحدك فقط.. بامكانك وحدك سيدى انقاذ الامر...تذكرت كلام ديفى اللعب على اوتار المخاوف.
************بعد نصف ساعة خرجت منتشية وساخرة أضحك بطرف فمى الرفيع وفى يدى كارت ممهورباسم سيادة اللواء ..فقد اقنعت الابله المغتر بالنيشان .. أن هذه المجموعةستذهب للهند وتقيم مهرجان الانتحار وأنه وحده يستطيع منع الكارثة فى الهندالشقيقة.. حتى نمنع هذه المجموعة الملعونة بأفكارها الشيطانية الخبيثة.
.وكان هذا أنتقام لأرض الخراب... وقد أفتر ثغري عن أبتسامة وادعة و أنا اتخيل"ديفى" يُطرد من مطار دلهى.. وتلغى اقامته قبل عرضه الجائع للفناء.
كُنت فرحة ومنتشية ..ولم اقلق كثيرا وهذا الظابط ..المزهو بنيشانه الجديد, يوقفسيارتى العتيقة فى بوتقة الصبح المنبلج وينظر إلي بشك... وحينما بدأ فىطلبي للنزول... اخرجت الكارت الذهبى وضعته بكل حرفة فى يده فتزلزل كيانهوانهال بكل سخافات الاعتذار
وبينما يرجع الكارت لي, ضاع صوتى فى صخب هدير السيارة وانا اقول احتفظ به ايها الأحمقلأرض الخراب خاصتك.. فأنا ذاهبة لأمى برائحتها البيتية الاثيرة ..
لى أماً طيبة أحناها الزمن وعصرتها السنون وفزعتها صافرات الخطر ورغم هذا بينها وبين أرض الخراب فراسخ وأميال.
10/17/2010, 6:55 am من طرف eslam ahmed
» حصرياً فيلم الرعب الدموي للكبار فقط Spirit Camp 2009 مترجم بجودة DVDRip تحميل مباشر
10/17/2010, 6:39 am من طرف eslam ahmed
» حصريا اغنيتين رامي جمال - قلبي وحياتي و لانا بنساك Master Q 320Kpbs
10/17/2010, 6:28 am من طرف eslam ahmed
» حصريا وقائع حفل منح تامر حسنى جائزة أفضل فنان فى أفريقيا نسخه DSRip وعلي اكثر من سيرفر
10/17/2010, 6:22 am من طرف eslam ahmed
» حصريا حفله القوات الجويه في حضور الرئيس حسني مبارك مع الكينج محمد منير نسخه DSRip وعلي اكثر من سيرفر
10/17/2010, 6:17 am من طرف eslam ahmed
» فيلم الرعب ومصاصى الدماء الرائع والمثير للكبار فقط - Lost Boys 3 - The Thirst 2010 - مترجم بجودة DvDRip - على اكثر من سيرفر
10/16/2010, 1:01 pm من طرف scorpion
» حصرياً جميع افلام الفنان احمد السقا 12 فيلم بجوده عاليه جدا واحجام متوسطه ع اكتر من سيرفر مباشر
10/15/2010, 12:08 pm من طرف eslam ahmed
» النسخة الـ DVDRip النهائية لفلم الاكشن الرائع جداً X-Men Origins Wolverine DVDRip 2009 مترجم بحجم 242 ميجا و على اكثر من سيرفر
10/15/2010, 11:46 am من طرف eslam ahmed
» حصريا النسخة الفل ريب من لعبة كرة القدم Pro Evolution Soccer 2011 بمساحة 2.8 جيجا
10/15/2010, 8:41 am من طرف eslam ahmed
» حصريا فيلم الجريمة والفانتازيا Manson My Name Is Evil 2009 بجودة DVDRip مترجم على اكثر من سيرفر مباشر
10/15/2010, 8:35 am من طرف eslam ahmed
» لعبة جنرالات الحرب من أقوي ألعاب الويب الإستيراتيجية
10/15/2010, 8:29 am من طرف eslam ahmed
» لعبة جنرالات الحرب من أقوي ألعاب الويب الإستيراتيجية
10/15/2010, 8:27 am من طرف eslam ahmed
» لعبه فيلم الاكشن The Avatar: The Last Airbender بحجم 100 ميجا
10/15/2010, 5:27 am من طرف Admin
» حصرياً فيلم الرعب المُخيف للكبار فقط The Loved Ones 2009 مترجم بجودة BDRip تحميل مباشر
10/15/2010, 3:21 am من طرف eslam ahmed
» تحميل فيلم Mega Piranha مترجم 2010
10/14/2010, 6:18 pm من طرف eslam ahmed